يسبح العالم اليوم في فضاء التقنية أو ما يسمى بالإعلام الجديد الذي يقدم محتويات إعلامية تحمل في طياتها إيجابيات، وسلبيات مُتنوّعة، كما أنها تعمل على إعادة برمجة الوعي
والمجتمع السعودي جزء من هذا العالم يعيش في مجتمع رقمي افتراضي سيطر على دائرة اهتماماته، ومن بين أبرز تلك الاهتمامات متابعة الشبكات الاجتماعية، فأصبحت مصادر متنوّعة للأخبار، ونشر المعرفة، وتشكيل الوعي في المجتمع؛ إضافة إلى تأثّر فئات المجتمع بما تبثّه هذه الوسائل الإعلامية من مواد في سلوكياتهم المتنوّعة في حياتهم اليومية إيجابًا، وسلباً، وتغيير البنية الفكرية للمجتمع سواء بالإيجاب، أو بالسلب.
وتُشير بعض الدراسات أننا اليوم أمام إعلام جديد هو إعلام عصر المعلومات الذي يحمل سمات هذا العصر وتناقضاته كلها، وله عديد من التحولات والتأثيرات، ويلعب دوراً استراتيجياً في التنشئة الاجتماعية، والمواطنة .
وجاءت رؤية 2030 لتؤكد أن الثروة الحقيقية للوطن تكمن في المجتمع بأفراده الممثلين للهوية الوطنية بعمقها الإسلامي العربي الحضاري، وقيمها الراسخة، ولتؤكد أننا نفخر بإرثنا الثقافي، والتاريخي السعودي، والعربي والإسلامي، وندرك أهمية المحافظة عليه لتعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ القيم العربية والإسلامية الأصلية
وتتعرّض المملكة العربية السعودية كغيرها من الدول للعديد من التحديات والمحاولات التي تهدف للنيل من هويتها الوطنية من جهة، والتشكيك الذي يتمظهر بالحرية والنقد حول ثوابتها الدينية والقيمية؛ مما يستوجب تكثيف الجهود للتصدي لكل ما يمس الهوية الوطنية للمملكة العربية السعودية، ومقوماتها الإسلامية والقيمية والثقافية، ومواجهة تلك التحديات، وإبراز العوامل الأصلية التي تسهم في تعزيز الهوية الوطنية السعودية ، وتعمل على صلابتها وقدرتها على الصمود في مواجهة التحديات بما تمتلكه من المقومات والعوامل التي تمكنها من مواجهة التحديات الثقافية الوافدة عليها .
وانطلاقًا مما تَشهده المملكة في الوقت الحاضر من تحديات تَستدعي تعزيز الهوية الوطنية، الأمر الذي يَستدعي تكثيف جهود الأفراد والمؤسسات تجاه الاستمرارية في تعزيز الهوية الوطنية لدى الطلاب بمستوياتها، ومكوناتها، وتعزيز الولاء، والانتماء إلى الوطن، والنظام العام للمجتمع.