أقامت عمادة شؤون الطلاب، ممثلة بوحدة التوجيه والإرشاد، يوم أمس الخميس الموافق ١٤٤٧/٥/١٥هـ محاضرة تفاعلية عن بعد بعنوان "ظاهرة التنمر في المجتمعات الإنسانية"، قدمها الدكتور محمد حسين رمضان، المتخصص في التوجيه النفسي والاجتماعي. تهدف الفعالية إلى تعزيز الوعي بين الطلاب والمجتمع الأكاديمي حول مخاطر التنمر كظاهرة تؤثر على الصحة النفسية والاجتماعية، في ظل انتشارها المتزايد في البيئات التعليمية والرقمية.
ركزت المحاضرة على جوانب متعددة للتنمر، بدءًا من تعريفه كسلوك متعمد ومتكرر يهدف إلى إيذاء الآخرين جسديًا أو لفظيًا أو نفسيًا، مرورًا بأسبابه الرئيسية مثل الضغوط الأسرية، التأثيرات الإعلامية، والاختلافات الثقافية، وصولًا إلى آثارها الواسعة على الفرد والمجتمع. أوضح الدكتور رمضان كيف يؤدي التنمر إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق، وانخفاض الأداء الأكاديمي، بالإضافة إلى تفكك الروابط الاجتماعية على المستوى الأوسع.
تناولت الجلسة أيضًا أنماط الشخصيات المعنية، مثل شخصية المتنمر الذي غالبًا ما يعاني من نقص في الثقة بالنفس أو تأثيرات بيئية سلبية، والضحية التي قد تكون أكثر عرضة بسبب التميز أو الاختلاف. كما حددت أنواع التنمر المتنوعة، بما في ذلك التنمر الجسدي، اللفظي، الاجتماعي، والإلكتروني عبر وسائل التواصل. وأبرزت الآثار الطويلة الأمد، مثل زيادة معدلات الانسحاب من التعليم أو حتى الوقوع في دوامات نفسية أعمق، مشيرًا إلى إحصاءات عالمية تشير إلى تعرض 20-30% من الشباب للتنمر سنويًا.
وفي سياق عملي، عرض الدكتور رمضان استراتيجيات التعامل الفعالة، بما في ذلك دعم الضحية من خلال بناء الثقة الذاتية والإبلاغ المبكر، ومواجهة المتنمر عبر برامج تربوية تركز على التعاطف والتواصل الإيجابي. شدد على دور الأسرة والمؤسسات التعليمية في تنفيذ حملات وقائية، مثل ورش العمل والتدخل الفوري، لخلق بيئة آمنة خالية من العنف.
