الشباب هم عماد حضارة الأمم والمشيدون لبنيانها في المستقبل، والمجتمع الذي يهتم بتربيتهم وتنشئتهم وتأهيلهم على الوجه الصحيح هو الذي يعلم أنهم مكاسب حقيقية لبناء الوطن وصلاح المجتمع وتطوره وارتقائه بعد عون الله وتوفيقه.
وتلك التربية والتنشئة لا تتأتى إلا بعد معرفة ميول أولئك الشباب واهتماماتهم وتطلعاتهم حتى يتم اختيار البرامج والفعاليات التي تتوافق مع أفكارهم وطبائعهم وأعمارهم، ففي سن الشباب تكون الطاقات والقدرات الكامنة فيهم في أعلى معدلاتها ومستوياتها؛ نفسياً وجسدياً، واستغلال هذه المرحلة العمرية من الإنسان بما يتوافق معها في الخير والإصلاح والبناء له نواتج إيجابية مستقبلاً.
وتقنين تلك البرامج وجدولتها واستمراريتها وتعميمها على كافة الشرائح الشبابية -على اختلاف ميولهم واهتماماتهم- واستخدام التقنيات الحديثة في الإعداد والتخطيط لها، واختيار الأوقات المناسبة لتنفيذها؛ يطور بإذن الله عقليات هؤلاء الشباب وطاقاتهم ومواهبهم من جهة، ويحفظهم من الأفكار المنحرفة والأيادي المشبوهة التي قد تطالهم ليكونوا عوامل هدم وتخريب للبلد والمجتمع من جهة أخرى.
وإن كانت تلك البرامج والفعاليات شاملة للتدريب على الحرف المهنية أو مايضمن المستقبل المعيشي للشاب فقد استطاعت تلك الجهة الراعية أن تبني جيلاً من الشباب قادراً على نفع نفسه وأهله ومجتمعه وبلده، كما تعطي للشاب الدافع القوي على العطاء ونفع الآخرين لما يجده من اهتمام وحرص من الوطن والمجتمع على تأمين مستقبله بعد توفيق الله.
أما إشراك الشباب في التخطيط والإعداد لتلك البرامج والأخذ بآرائهم ومقترحاتهم ووجهات نظرهم ؛ له أهمية قصوى في تطوير عقلياتهم ورفع معنوياتهم وإعطائهم الثقة في أنفسهم بقدرتهم على العطاء والتفكير السليم.
ولابد من تكاتف جميع شرائح المجتمع وكياناته ومؤسساته الحكومية والخاصة للتفكير والتخطيط في توجيه تلك الشريحة الغالية في مجتمعاتنا المسلمة، وتأهيلها التأهيل المناسب، واحتوائها، وإعطائها الفرص الحقيقية للمشاركة في البناء والإصلاح، وحمايتها من أيادي السوء التي قد تجتالها إلى مستنقعات الفكر الضال المنحرف،مما يقودها إلى التخريب والتدمير والإفساد في الأرض، وهو يخالف سنة الله في خلق البشر؛ قال تعالى {هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها} (سورة هود، الآية 61).
د / عمر بن محمد دين
أمين المؤتمر العلمي الطلابي بعمادة شؤون الطلاب
عضو هيئة التدريس بكلية التربية بالخرج